المشاكس زكريا مهدي الرأس الذهبية، والروح القتالية
الخليل - كتب فايز نصّار/ كان لمعهد المعلمين في رام الله ، دور كبير في بروز كثير من مبدعي الكرة الفلسطينية ، قبل وبعد عدوان سنة 1967 ، ففي أروقة هذا المعهد تفتحت مواهب كثير من النجوم ، من أمثال فارس ابو شاويش ، وعبد القادر السيد ، والحارس ماهر عبد الواحد .. ومنهم المقاتل الغزيّ زكريا مهدي ، الذي طالما صفقت له الجماهير في شقي الوطن المفدى .
وكان أبو وحيد واحداً من نجوم التألق تحت سطح البحر ، يوم تحول شباب أريحا إلى ترسانة من النجوم الموهوبين ، بوجود الأخوين عبد العال ، ومعمر بسيسو ، وحاتم صلاح ، وجميل الهرباوي ، ورجب شاهين .. وغيرهم ، قبل أن ينتقل زكريا إلى عاصمة العشق الأبديّ القدس ، نجما متألقاً في كتيبة ريمون زبانة ، إلى جانب خيرة النجوم الطوباسي ، وصلاح ، والكرنز ، ونجم ، والدلياني ، والبجالي ، والنشاشيبي ..وغيرهم .
ولمّا عادت الروح للملاعب الغزّيّة ، بلقاء نجوم القدس مع معتق غزة الرياضي ، عاد مهدي مع الطيور المهاجرة ، للمشاركة في إعادة بناء الرياضي العريق ، الذي أصبح يحسب له ألف حساب في الملاعب الفلسطينية .
بسهولة تواصلت مع المشاكس أبو وحيد ، وأخذني في جولة معتقة ، متوقفاً عند محطات لن تنسى من تاريخنا الرياضي في القدس وغزة .
- اسمي زكريا عبدالله مهدي " أبو وحيد " ولدت في غزة يوم 18/4/1950.. ولقبي صاحب الرأس الذهبية .
- عشقت كرة القدم منذ المدرسة الابتدائية ، وتبلورت موهبتي في المدارس الاعدادية والثانوية ، وكنت ضمن فريق المدرسة ، بإشراف المرحوم راشد الحلو ( ابو السعيد) .
- التحقت بمعهد المعلمين في رام الله سنة 1969 تحت إشراف الأستاذ القدير معمر بسيسو ، وكان معي في فريق المعهد الكابتن فارس ابو شاويش ، الذي لعبت معه لفريق شباب أريحا ، أيام المرحوم أبو علي الحسيني ، وكان معنا في الفريق الكابتن حاتم صلاح ، وفايز وفريد عبد العال ، وجميل الهرباوي ، ومعمر بسيسو ، ورجب شاهين .
- بعد ذلك انتقلت للعب مع فريق جمعية الشبان في القدس ، بإشراف الأستاذ القدير ريمون زبانة ، الذي أسس أقوى فرق الضفة الغربية ، بوجود النجوم اللامعة موسى الطوباسي ، وحاتم صلاح ، وإبراهيم نجم ، ويوسف الدلياني ، وعقيل النشاشيبي ، ويوسف البجالي ، وعبد الله الكرنز .. وغيرهم من العمالقة .
- ولمّا عدّت إلى غزة مطلع السبعينات ، التحقت بنادي غزة الرياضي ، بإشراف المدرب المرحوم ابراهيم المغربي ، وكان الفريق يضم عمالقة ونجوم الكرة ، أمثال اسماعيل المصري ، وناجي عجور ، ومحمد الرخاوي ، ومروان الترك ، والمرحوم خميس قدوم ، ووجيه حندوقة ، ومحمود أبو دان ، ومحمد أبو حسان بدوي ، وفواز عكيلة ، وفضل موسى ، ثم الكابتن اسماعيل مطر، وعملاق حراس المرمى ماهر حميدة ...وغيرهم .
- مثلي الأعلى في اللعب قلب دفاع النادي الاهلي المصري ، الفلسطيني فؤاد أبو غيدا ، الذي كان يحرز الأهداف برأسه ، وعالمياً جوهرة البرازيل ، ملك الكرة "بيليه" .
- بعد اعتزال الكابتن اسماعيل المصري ، استلمت قيادة فريق العميد لسنوات طويلة ، ليبرز في الفريق عدد من الواعدين ، أمثال سليم الزيناتي ، وغسان البلعاوي ، ورزق خيرة ، وإياد الريس ، ونائل الشرفا ، وخالد العفيفي ، وماجد غزال ، وماجد ترزي ، ومروان شنيورة ، ثم ماجد هنية ، والشهيد عاهد زقوت .. وغيرهم من النجوم اللامعة ، فنادي غزة الرياضي يبقى دائماً مدرسة ولادة لتخريج النجوم .
- بعد اعتزالي اللعب قمت بتدريب بعض الأندية ، ومنها نادي العميد ، ونادي الزيتون ، ونادي التفاح ، ونادي بيت حانون ، ثم دخلت عالم التحكيم ، وحصلت على شهادة حكم درجة ممتازة من الاتحاد الفلسطيني .
- أبرز انجازاتي كانت مع العميد ، بالحصول على بعض الكؤوس ، التي تسلمتها بيدي ، مثل كأس سداسيات القطاع عام 1975، وكأس بنك الدم عام 1977، كأس رئيس بلدية قلقيلية عام 1977، وكأس شركة كهرباء القدس عام 1980، وكأس الحاج رشاد الشوا ، بعد الفوز على فريق شباب الخليل في غزة ، ثم كأس القطاع عام 1993/1994 ، حيث كنت مدربا للعميد ، مع الكابتن ناجي عجور .
- هناك ملاحظة هامة سجلتها سنة 1977 ، فبعد احصائي لجميع أهدافي ، التي أحرزتها في ذلك العام ، اكتشفت أني سجلت 29 هدفا ، منها 19 هدفا بالرأس ، و10 أهداف ففقط بالقدم ، وهذا ما جعل الصحافة الرياضي تلقبني بصاحب الرأس الذهبية .
- - هناك مباراة طريفة وغريبة كانت عام 1977 مع شباب اريحا على ملعب اليرموك ، وانتهت بفوز العميد على شباب اريحا 15 صفر !
- أقول للكابتن معمر بسيسو : أنت استاذي ومدربي ، وكنت لاعباً متألقاً في منتخب فلسطين ، ومدرباً محترماً لفريق العميد ، من قلبي أدعو لك بدوام الصحة والعافية .
- اقول للكابتن ناجي عجور : أنت لاعب هداف ، وفنان ليس لك مثيل في كرة القدم الفلسطينية .
- اقول للأستاذ ريمون زبانة : أنت مدرب العمالقة في فريق جمعية الشبان بالقدس ، الكلّ يدين لك بالمحبة والاحترام يا أبا طارق العظيم .
- المدرب المرحوم سعيد الحسيني ، كان معنا في مباراتنا مع فريق الحسين اربد ، على ستاد عمان الدولي عام 1978 ، حيث فزنا 4 صفر ، بما شكل هزة في كرة القدم الأردنية ، ويومها اعتذرت بعض الفرق عن ملاقاتنا.