غوارديولا ضمير الكرة العالمية في وجه المأساة الفلسطينية
كتب خالد القواسمي - فلسطين
حين يطل بيب غوارديولا بموقف إنساني واحد ندرك أن القيم العظيمة لا تحتاج إلى رايات ولا شعارات فهي تتجسد في فعل شجاع كلمة صادقة وضمير حي يرفض الظلم أينما كان. غوارديولا ليس مجرد مدرب كرة قدم إنه صوت يذكرنا بأن الإنسانية موقف قبل أن تكون انتماء وأن العدالة يقف معها الأحرار مهما اختلفت لغاتهم وأديانهم وجغرافيتهم.
في زمن التباس المواقف وتغييب الحقائق، تظهرون أن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية بل امتحان للضمير الإنساني العالمي وكم هو مؤلم أن يكون بعضكم أقرب للحق من كثير ممن يتحدثون باسمه. أنتم لا تمثلون شعبا واحدا بل تمثلون كل من يرى العدالة قيمة تستحق أن تُصان وكل من يؤمن بأن الحرية لا تمنح، بل تنتزع بروحٍ كريمة وموقفٍ ثابت.
كل موقف صغير كلمة واحدة ابتسامة أو موقف صامت يصنع فرقا كبيرا كل تضامن صادق هو شعاع نور يزيل الظلام وكل صوت يرفع مع المظلومين يصبح صدى يتردد عبر القلوب قبل المسافات.
شكرا اسبانيا .... شكرا غوارديولا
شكرًا لغوارديولا وشكرا لإسبانيا بكل تنوعها وكتالونيا والباسك لأنكم مرآة للضمير الحر أثبتم أن التضامن فعل لا شعار وأن الوقوف مع المظلومين أسمى من أي بيان فلسطين ليست قضية سياسية فحسب بل اختبار للإنسانية وفرصة لنختبر صدق قلوبنا أمام الحق.
لقد أثبتم أن الشجاعة ليست في القوة وحدها بل في الإقدام على قول الحقيقة حين يكون الصمت أسهل. تزرعون الأمل في من فقدوه وتذكرون العالم بأن العدالة ليست حلما بعيدا بل حق يحمى بالضمير الحي.
الإنسان حين يختار الحق يصبح أيقونة لكل من يبحث عن الإنسانية وأن الحرية والكرامة لا تُقاس بعدد الأفراد بل بصدق المواقف وثبات القلوب.
في النهاية، العالم لا يبنى بالأسلحة أو القوة وحدها بل بالقلوب التي تختار الخير بالأيادي التي تمتد للعدالة وبالأصوات التي ترفض الظلم مهما علا أنتم مثال حي على أن التضامن والإنسانية لا تعرف حدودا وأن الأمل يولد حيث يجرؤ الإنسان على الدفاع عن الحق.
شكرا لاصحاب الضمائر الحية وحمى الله فلسطيننا .