المحاضر الرياضي في جامعة بير زيت اسحاق عيد وبصماته الكبيرة التي ما زالت
كتب محمد زحايكة- القدس
الراعي الصالح هذه المرة هو من رائحة جامعة بير زيت سنوات مطلع ومنتصف الثمانينات من القرن الماضي، انه محاضر الرياضة الاستاذ اسحاق عيد الذي مارسنا على يديه ويدي زميله الاستاذ كمال شمشوم في حرم الجامعة القديم الالعاب الرياضية المحببة،، كانت فترة ممارسة الرياضة مع الاستاذ اسحاق فترة محدودة ووجيزة ربما مدة كورس او فصل جامعي واحد لسبب ما، اظنه اكاديمي او نتيجة لإغلاق الجامعة المتكرر ولفترات طويلة في تلك الفترة العصيبة ولكنها كانت مشحونة بالنهوض الوطني والتحدي الظاهر للاحتلال واذنابه.
تلك الفترة القصيرة التي قضيناها في حضرة الاستاذ الرياضي اسحاق كانت كفيلة، ليترك انطباعا حسنا وجميلا في نفوسنا كونه كان يتعامل معنا كاصدقاء وليس كطلاب ونتبادل معه النقاشات والأحاديث بكل اريحية وسرور دونما تعقيدات او رسميات جافة، مما جعله في ذاكرتنا على المدى الطويل حتى صرنا نلتقيه لماما يهرول او يتريض ماشيا في شوارع القدس، فتخيم علينا ذكريات الحنين الى بيرزيت وتهب على ارواحنا العطشى لتلك الايام البهيجة رغم ما تميزت به من عنت وعسف الاحتلال وممارساته وغطرسته التي تسببت بإغلاق الحرم الجامعي أشهر طويلة.
اسحاق عيد من الأشخاص الذين تركوا فينا ولو "أثر الفراشة" على رأي شاعرنا الاكبر محمود درويش، فهو انسان في قمة النبل والاحترام والصفاء الذهني والعاطفي، يفرح من كل قلبه كلما " تدعثر" بأحد طلابه او زملائه من ايام جامعة بيرزيت المشهودة.
كلما شاهدته عاد بي الحنين الى تلك الأيام الزاهرة الباهرة وأكبرت فيه روح الشباب التي ما زالت تطغى على شخصيته الجميلة والمحبة وابتسامته الوادعة التي تذيب الثلوج المتراكمة في يوم عاصف.
الاستاذ اسحاق عيد، رمز مقدسي خدم الرياضة الجامعية وبنى فيها مداميك راسخة متينة لا تهزها الزلازل. باقة ورد وفل وياسمين لهذا الراعي الصالح الوديع...