شريط الأخبار

في المرمى"... دوري أمم آسيا.

في المرمى... دوري أمم آسيا.
بال سبورت :   "..

كتب فايز نصّار- القدس الرياضي


يقع كثير من الإعلاميين في غلطة غير مقبولة، بتسمية بطولة المنتخبات الآسيويّة ب "بطولة آسيا للأمم" تأثراً ببطولة أوروبا للأمم، وبطولة أفريقيا للأمم، حتى ذهب البعض إلى تسمية كأس العرب ب "بطولة الأمم العربيّة" رغم أن هناك أمة عربية واحدة، طالما ردد الكثيرون أنّها ذات رسالة خالدة.

   الصح أنّ البطولة الآسيويّة تسمى كأس آسيا، رغم أنّها تجمع شعوباً وأمماً غير متجانسة، من مناطق متباعدة في القارة الكبرى، بما جعل الاتحاد الآسيويّ لكرة القدم يوزعها على خمس مناطق فرعية؛ الوسطى، والشرقيّة، والجنوبيّة، والجنوبيّة الشرقيّة، والغربيّة.

   بدأت الفكرة بتنظيم دوري الأمم الأوروبيّة، الذي ينظم بمشاركة 55 منتخباً، تم تقسيمهم على أربعة مستويات، وتلعب جميع المنتخبات مباريات دوريّة في استراحات الفيفا، التي تفرغ أياماً محددة للمباريات الدولية، وفق الخطة التي وضعها الفرنسي ميشيل بلاتيني.

   ومع توجه الاتحاد الافريقي لتنظيم بطولة مشابهة، تساهم في مواصلة التنافس بالتناوب مع بطولة أمم أفريقيا، التي ستصبح تنظم كلّ أربع سنوات، دخل الاتحاد الآسيوي على الخطّ، وأعلن عن خطط لإطلاق دوري الأمم الآسيوية، كجزء من جهوده الاستراتيجية لتعزيز مكانة كرة القدم آسيا.

   ويبدو أنّ الاتحاد الآسيوي بصدد تقسيم المنتخبات الآسيوية على ثلاثة مستويات؛ ليضم المستوى الأول 16 منتخباً، ويضم المستوى الثاني 16 منتخباً، ويضم المستوى الثالث 15 منتخبا، ويقسم كلّ مستوى على أربع مجموعات، وبعد دوري شامل سيكون هناك صعود وهبوط للمنتخبات بين المستويات.

يهمنا هنا أن التقسيم لن يخرج عن ترتيب المنتخبات على سلم الفيفا الشهري، بما يؤهل الفدائي للعب ضمن المستوى الأول، والتنافس مع منتخبات أفضل مستوى، وخوض مباريات أكثر أهمية، بما يساهم في احتكاك دوليّ أفضل لمنتخبنا.

   وسيسهل دوري أمم آسيا مهمة تنظيم المباريات، ويكفي الاتحادات عناء التواصل لتنظيم المباريات الوديّة، ويفرض على الجميع عدم التعالي على المنتخبات الأقل ترتيبا على سلم فيفا، لأنّ المجموعة الواحدة قد تضم منتخباً ترتيبه العشرين، ومنتخباً ترتيبه التسعين.

   المشكلة- كما شخّصها الأستاذ رضوان علي الحسن أن المسافات في القارة الكبرى متباعدة، بما يصعِّب على المنتخبات التنقل بين مشارق آسيا ومغاربها، ويرهق نجوم آسيا المحترفين، لأنّ تنقل النجم من فرنسا أو ألمانيا للعب مباراة في أستراليا أو ماليزيا مشقة ما بعدها مشقة.

   قد يعالج الاتحاد الآسيوي الأمر باعتماد مجموعات تراعي العامل الجغرافي، كما فعل بطولات الأندية، ولكنّ هذا لن يحلّ مشكلة المحترفين، الذين لا تستغني عنهم منتخباتهم، ويمثل حضورهم إضافة في البطولات.

   الأكيد أنّ الاتحاد الآسيوي يعتمد في أموره الفنيّة على ثلة من الفنيين القادرين على وضع الخطط المناسبة، التي تضمن أن لا يجوع الذئب، ولا تفنى الغنمّ.

مواضيع قد تهمك